هيوغ سكوت
Hugh scott
In the High Yemen. John Murray 1947
حضرموت حُرّة/ بقلم: فرج بخيت الزبيدي
في عام 1937 قام(هيوغ سكوت) مع رفيق له برحلة إلى جنوب الجزيرة العربية على حساب المتحف البريطاني (قسم التاريخ الطبيعى) وقد قدم الرجلان تقريرا عن رحلتهما، إلا أن هيوغ سكوت كتب كتابا سماه (في اليمن الأعلى) وقسمه إلى ثلاثة أقسام؛ عالج فى القسم الأول المواضيع الأساسية العلمية التي قام من أجلها برحلته. والقسم الثاني كتب وصفا شخصيا للمرحلة. أما القسم الأخير فقد لخص فيه تاريخ اليمن من القدم إلى الحرب العالمية الثانية. وهذا الفصل أفضل موجز عن تاريخ اليمن. ثم ذيل هذا الفصل بقائمة مصادر عن تاريخ اليمن معظمها ألمانية، وقد احتوت هذه القائمة عن أسماء مقالات أيضا عالجت أحوال اليمن. إن هذا الكتاب يستحق الترجمة إلى اللغة العربية؛ لأنه يعد من المراجع العلمية عن أحوال اليمن وقام بالبحث متخصص، والكتاب بالإضافة إلى هذه الميزة يحتوي على صور كثيرة تعبر عن معظم جوانب الحياة فى اليمن.
كانت رحلة سكوت خلافا للرحلات السابقة التي قام بها آخرون. تهتم بدراسة الطيور والحشرات بوجه خاص. أما رحلات (ارنو) (وهاليفي) و(خلازر) فقد اهتمت بالناحية الأثرية أو التاريخية. ولم تكن رحلة (نيبور) كذلك إذ إنها اهتمت بأكثر من ميدان، وهذا ما نجده فى الرحلة التي بعثت بها الجامعة المصرية عام 1936 برئاسة الدكتور سليمان الحزين وعضوية آخرين منهم الدكتور يحيى ناجي. وقد نشرت هذه البعثة بعض ما تحصلت عليه من معلومات في مجلة (الطبيعة) الإنجليزية . وقد توصل الدكتور الحزين إلى آراء جديده بشأن علاقة القرابة بين الشعب اليمني وبعض شعوب الهند والبحر الأبيض المتوسط.
أما الرحلة التي قام بها الدكتور أحمد فخري عام 1948 فقد كانت من أجل التنقيب عن الآثار وقد نشر الأستاذ فخري حصيلته من الرحلة باللغة الإنجليزية في ثلاث مجلدات.
يتَكلم المؤلف كغيره من الرحالة عن القات وتعاطيه وهو يأتي هنا بهذه الحادثة أثناء كلامه عنه قال الموظف الإنجليزي فى المحميات مرة لأحد متعاطي القات بأنه لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم موجوداً فلا شك أنه سيحرم هذه الشجره. فأجاب متعاطي (القات) بسرعة: حمدًا لله أنه عليه السلام لم يسمع بها (ص95)
قام المؤلف برحلته كما رأينا قبيل الحرب العالمية الثانية أيام ما بدأت القضية الفلسطينية تتخد شكلا جديداً. فقد بدأ مشروع التقسيم يظهر آنذاك . وفي الكتاب إشارات إلى أن كثيرا من الشخصيات التي قابلها من أمير الضالع إلى ولي العهد وإلى راغب بك ناظر الخارجية أيام الإمام يحيى. فقد أبدت أسفها من مساعدة الإنجليز في فلسطين لمشروع التقسيم وكلهم حملوا المؤلف نقل استنكارهم إلى حكومته الموقرة . وفى هذا دليل واضح على وعي الأهالي فى هذه المنطقة. (ص189-121)