مئوية الطوفان
حضرموت حُرّة/ بقلم: محمد احمد بالفخر
مئةٌ من الأيامِ مرّتْ دامية
والمجرمُ الملعونُ ريحٌ عاتية
وكتائبُ الأبطالِ تَبقَى صلبةٌ
وجموعُ غزةَ رغمَ هولٍ باقية
وقوافلُ الشهداءِ تترى ترتقي
نحو الجنانِ وللقطوفِ الدانية
منذ يومين تجاوزنا المئة يوم من بدء طوفان الأقصى الذي انطلق من أرض الرباط من غزة العزة، والذي أعاد الأمل إلى النفوس المؤمنة بعد أن ساد الإحباط والروح الانهزامية حياتنا فلم نعد نتنفس إلا ذُلاً وهواناً وقبولاً بالتطبيع والمطبعين والاستسلام للأمر الواقع كيفما كان.
انطلق الطوفان بتلك العملية الجريئة في السابع من أكتوبر لتقلب كل الموازين واضعةً النقاط على الحروف بعد أن أظهرت حقيقة ذلك الوهم الذي عشناه ما يقارب قرناً من الزمان عن ذلك الجيش الذي لا يقهر فجعلته المقاومة اضحوكة العالم، مما جعلهم يقومون بحرب هستيرية مستخدمين سلاح الطيران المدمّر الذي أحرق الأخضر واليابس مرتكباً حرب إبادة جماعية استهدفت النساء والأطفال ودمّرت البيوت والمساجد في مناظرٍ مؤلمة لم يشهد لها تاريخنا مثيلاً حيث تجاوز الشهداء والجرحى المائة ألف والمشردين الذين بلا مأوى أضعافاً مضاعفة، ورغم ذلك لم يفت في عضد المقاومة وشعب الجبارين شيئاً لأنهم يستشعرون قول الله عز وجل ((إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ)) فشتان بين الفريقين فريق مهيئ نفسه لمشروع الشهادة ليكون جزاءهم الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء، وفريق سيكون في قعر جهنم برفقة من سبقهم من عتاولة الكفرة والمجرمين وبصحبة المتصهينين الجدد وبئس بها من صحبة بل سيلعن بعضهم بعضاً ولات ساعة مندم،
مضت مائة يوم وماذا عسانا أن نكتب فيما نراه من الملاحم البطولية التي يقدمها أعظم شعب في تاريخ أمتنا وقد كفاني الدكتور أشرف السيد سالم حفظه الله ورعاه وهو من خيرة من زاملت في العمل على مدار أكثر من عقد ونصف من الزمان وهو من خيرة من أنجبت أرض الكنانة فقد أرسل إلي رائعته التي تحمل عنوان (مئوية الطوفان) وباسمها كان عنوان هذا المقال فلم يترك شيئاً من تفاصيل المشهد من المقدام أبو عبيدة الذي أدخل الرعب في قلوب المتصهينين قبل الصهاينة أنفسهم الى المجاهد الإعلامي الصابر المحتسب الشامخ أبو الشهداء وائل الدحدوح، إضافة إلى مشهد أسود غزة وأبطالها الأشاوس وكيف فعلت قذائف الياسين بجحافل الميركافا فخر الصناعة الإسرائيلية التي تحوّلت إلى حطام لن تجد من يشتريه في سوق الخردة .
وأبو عبيدة قامَ يبعثُ هِمّةً
يحيي بنا أمل العقود الماضية
والوائلُ الدحدوحُ يشمخُ عزةً
رمز الصمود وصبرَ نفسٍ سامية
وأسودُ غزةَ يُثخنون عدوَّهم
قذفوا بياسينٍ شواظاً قاضية
خرجوا من الأنفاق صوبَ علوجهم
وجحافل الميركاف ذابتْ واهية
ولأن المعركة تدور بين الصهاينة بأسلحتهم ومجنزراتهم وبين طلاب الشهادة الأبطال من مسافة صفرٍ في الغالب ولا يظهر من نتائجها إلاّ بعض المشاهد الغير احترافية مما يصوره المقاومون وقطعاً لدى الصهاينة فرق تصوير محترفة ولكنها تخفي المشاهد المروعة لجيف خنازيرهم النتنة ليحاولوا بقدر ما يستطيعون إخفاء الحقيقة عن شعبهم لترتفع معنوياتهم بأكاذيب يصنعونها كما صنع حاخاماتهم من تحريف في كتابهم المقدس، والدكتور أشرف يصف لنا المشهد ولم ينسَ من لمعَ اسمه في التحليلات العسكرية اليومية المهنية التي يقدمها اللواء المتقاعد فائز الدويري.
جِيَفِ الخنازيرِ المئات عديدها
وَسَلِ (الدويري فائزاً) كم داهية؟
فشلوا بتحقيق المراد فأفرغوا
حقداً بعُزَّلٍ بالصدورِ العارية
فاذا الصهاينة يصرخون بعلجهم
(أخشاف) أوقفْ نزفنا يا طاغية
كذلك أشارت القصيدة الى موقف أمريكا المعروف سلفاً والغرب بشكل عام مع ربيبتهم إسرائيل وأشاد بتلاميذ الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا وموقفهم الذي لن ينساه التاريخ وكذلك حشود الأحرار في كافة أنحاء العالم التي رفضت هذه البلطجة الصهيونية وأشار الى الوجوم العربي وسبات المسلمين عامة،
وفي الأخير إلى الله الملتجأ هو حسبنا ونعم النصير.
والعمُ سامٌ يُمدُّ آثام العِدا
وجنوب افريقيا تهب مناديه
والعُربُ يغْشاهُم سكونٌ واجمٌ
لا يملكون سوى العيون الباكية
خرجَ الحشودُ من الفِرِنْجةِ نددوا
والمسلمون بقوْا بنومِ العافية
لم توقظْ الاشلاءُ غَفوَ سُباتِهم
ألِفوا الدمار مع الدماءِ القانية
حتى الزعائمُ والعمائمُ أُخْرِسوا
فكأنهمْ أعجازُ نخلٍ خاوية
ربّاه أنت الملتجأ والمُرْتجَى
فامْنُنْ بنُصرَتِك الهَتونِ الشافية