غاز ما فيش .. غداء ما فيش
حضرموت حُرّة/ بقلم: صالح بحرق
أقسمت زوجتي_ وهي كثيرا ما تقسم_ بأنها لن تطبخ حبة أرز إلا إذا أحضرت لها أسطوانة غاز، وكانت محلات بيع الغاز تشهد ازدحاما شديدا ، ولن أستطيع لنحافتي أن أدخل هذا المعترك للحصول على أسطوانة الغاز، بالرغم من أن بائع الغاز هو أحد جيراني إلا أنه بعد ما اشتغل في السوق السوداء تحول إلى شخص جشع جدا، فجلست على حافة السرير ذات يوم، في غرفتنا، أفكر في طريقة لطهو وجباتنا الثلاث، وإذا بزوجتي تفاجئني بفكرتها:
_تعال يا عمر اهتديت إلى فكرة سليمة طالما كنت لا تستطيع جلب أسطوانة غاز للبيت وشاطر فقط في تصفح الجوالات ومتابعة الأخبار والنساء،
فقاطعتها منزعجا:
_ لا تظلمينا يا منى إيش من فكرة شوقتينا
_ تجيب لنا أكل من المطعم
_ وهل أنا قادر أجيب لكم دبة غاز حتى أجيب لكم أكل من المطعم
_والحل يا عمر نبات جوعانين
_لا ..لا.. نطبخ عند جارنا بائع الغاز حتى يطفش مننا،
وبدون أي تردد وافقت زوجتي سريعا على تلك الفكرة، وذهبت في أول يوم بالفطور إلى حرم زوجة بائع الغاز، وفي الظهر ذهبت إلى عندها بالغداء، وفي المساء ذهبت بالعشاء واستمرت على هذه الحال ثلاثة أيام كاملة إلى أن لقيني جاري بائع الغاز في السلم وقال لي:
_ تعال المحل يا عمر معي أسطوانة واحدة لكم والجيران عند بعضهم البعض
_أحسنت يا سليم يا جاري العزيز..
متى آخذها؟
_الان.. اتبعني
وانصرف سليم وأنا أضحك في سري ودخلت البيت وأنا أضحك عاليًا فقالت لي زوجتي:
_ تضحك من إيش
الخطة حقنا انكشفت..
– أخيرا رضي يعطينا أسطوانة
_ بس أنت لا تروح إلا بعد كم يوم من شأن يحس بيك.
وواصلت زوجتي طهو طعامنا عند جارتها زوجة بائع الغاز كالعادة وفي يوم ونحن في غرفتنا جالسين إذ طرق الباب طارق فنهضت مسرعا تاركا جوالي عند زوجتي وإذا أنا وجهًا لوجه مع سليم بائع الغاز وهو يقول:
_الغاز أحضرته لك تفضل
_والليش تتعب نفسك
_لا لا لازم نتعاون
ثم انصرف بعد أن ناولته الفلوس وأنا أضحك في سري ولما تلقتني زوجتي ضحكنا سويا ونحن ننظر إلى أسطوانة الغاز الموقرة في الصالة.