ضعف الوعي السياسي الجنوبي .. (الاتفاق الإبراهيمي انموذجا)
حضرموت حُرّة/ بقلم: سامي سعيد مخيّر
أحرامٌ على بلابِلِه الدوحُ ** حلالُ للطير من كلِ جنسِ
كلُ دارٌ أحقٌ بالأهلِ إلا ** في خبيثٍ من المذاهبِ رجسِ
لعلّ هذين البيتين تتردد على لسان حال كل نافذِي الهضبة الزيدية والمنتفعين من الطبقة السياسية التي حكمت وتحكم اليمن اليمن -بجغرافيته وإنسانه وثرواته- حينما استمعوا لخطاب الأخ: الزبيدي في اجتماع مجلس العموم الجنوبي الأخير إذ تطرّق للقضية الفلسطينية و اختصر الحل لتلك القضية المعقّدة والممتدة في وجدان كل عربي ومسلم بل وفي الكتب السماوية السابقة لكتابنا العظيم، متبنياً عملية السلام الإبراهيمي التي حتى حين أثرت البحث فيها والسؤال عنها في الويكبيديا ظهرت لي من النتائج كالاتي: (عملية الوخز بالأبر على المؤخ
..).
أنتابتني موجة من الضحك الهستيري..
– هل يحل لليهود أن يتجمعوا من كافة أصقاع الأرض ليستوطنوا أرض فلسطين، بينما شعب عربي أصيل متجذر في تلك الأرض منذُ آلاف السنييييين يُحارب وتصادر أرضه وحقوقه، ولا يسمى احتلالاً بحسب عيدروس وخطته الإبراهيمية ؟؟!! بينما نحن اليمنيون العرب الحميريون حينما نبسط أ يدينا ونفوذنا على تراب و جغرافية الجمهورية اليمنية يسميه عيدروس احتلالا!! .. هكذا يردد نافذو الهضبة الزيدية..
لعلكم تدركون أن كل من عاشَ منذُ مطلع القرن العشرين وسقوط الخلافة العثمانية ثم السايكس بيكو بعد الحرب العالمية الأولى فالثانية، فالنكبة ثم قيام دولة إسرائيل (المزعومة) وصولاً إلى الثورات التحررية وقيام الجمهوريات بمختلف توجهاتها الفكرية والسياسية من يسار ويمين وقومية وناصرية وماتلاها من إنقلابات عسكرية وحزبية، كل تلك الأحداث جعلت من الوطن العربي كقاعة كبرى في أعرق كليات العلوم السياسية ومراكز الدراسات الأستراتيجية وجعلت من المواطن متربعاً في دكة تلك القاعة لينهل من تلك التجارب وتتفاوت الاستفادة من شخص لآخر، ومكّنته درجة عالية من الوعي السياسي والممارسة الديمقراطية.
وعلى النقيض منه لأخيه المواطن في الإمارت والممالك الخليجية الراسخة سياسياً إذ تنتهي آماله في إقتناء أفخم الفلل وأفره السيارات والإبل ومطاردت الظب والأرانب في صحاري و براري الخليح وتأمين لأبنائهم أفضل سبل الحياة ومتعها من تعليم في أرقى الجامعات والسياحة في شتى عواصم أوروبا، حيث أني أذكر من شعارات الشباب الخليجي في الثمانينات والتسعينات ( في الصيف لازم نسافر)..
أتذكر حين إلتحاقي بالصف الأول أو الثاني الأبتدائي وزعت علينا كتب القراءة وكانت في صفحات الكتاب صور لرجال ثلاثة أو أربعة فأشار علينا الأستاذ بتمزيق أحد صور هؤلاء الرجال والمسمى بالرئيس السابق سالم ربيع علي (سالمين) والمنعوت بالخائن، ثم بعدها بخمس سنوات أكثر أو أقل، أُلحق أحد الرجال برفيقه في الخيانة والمؤامرة (علي ناصر محمد) كما يزعمون الذين يحكمون في جنوب اليمن سابقا، وهكذا لازلنا نكرر التجربة.
تعلمنا في مناهجنا أيضاً حب العروبة والقومية والكفاح لتحرير فلسطين ونبذ الظلم والأستبداد كما تعلمنا من أهالينا ومساجدنا حب الاقصى ومسرى رسول الله وأن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ، فما الذي استجد ياسيادة الرئيس الافتراضي حتى تتخلى عن قضيتنا الأولى وترهن شعبك وقضيتك بيد الآخرين فخطة السلام الإبراهيمي الممسوخة لم يقرّها ويوقع عليها سوى دولتين عربيتين في منظر يشعرك بالسخرية والهزلية أثناء التوقيع إذ لم يعرف ممثلهم حتى موضع توقيعه شخصياً.
المحزن ليس ماتفوّه به عيدروس فحسب بل للحاضرين أمامه مدعين أنهم ممثلين عن شعب الجنوب والذين ليس لهم من مهام سوى التردد على نوافذ الصرافين، فهل بعد كل تلك التجارب والأحداث السياسية التي تعلمناها من تاريخ أجدادنا وأبائنا ونحن عاصرناها عياناً في الجنوب من رفض الظلم والهيمنة والإستكبار والفساد من نافذي الهضبة الزيدية ودفعنا من أبنائنا وأموالنا لتأتي أنت ومعازيبك بشرعنة أسوأ إحتلال !!!
أخيرا وليس آخرا، وبحسب وتعريف الأمم المتحدة يخطر ببالي سؤال، من يعرف ويوصله للزبيدي .. مامعنى خطة السلام الإبراهيمي ؟
أنتظر الإفادة من سيادته أو ممن كانوا حاضرين أمامه من أعضاء الجمعية العمومية والمستشارين الأجلاء، لكي يذهبو بما علقه في ذهني من نتائج الويكبيديا (الوخز بالإبر في المؤخ…).