رصد أبرز ردود الأفعال لفعالية انتقالي حضرموت
حضرموت حُرّة/ خاص
في ظروف معيشية غاية الصعوبة وفي ظل عدم ايفاء الحكومة بواجباتها وتأخر صرف مرتبات القطاع الحكومي، دعا المجلس الإنتقالي الجنوبي بحضرموت جماهيريه لإحتشاد مليوني في العاصمة المكلا تأييدا لقوات النخبة الحضرمية في إشارة لرفض تواجد قوات درع الوطن التي حاولت في الأسابيع الأخيرة الدخول إلى ساحل حضرموت لتشكيل معسكرا لها في منقطة حصيصة غرب المكلا.
الدعوة لاقت نقاشا واسعا بين عدد من المغردين الذين اختلفت توجهاتهم ومنطلقاتهم في الكتابة، فبين كاتب مؤيد للمليونية بخلفية الولاء للمجلس الإنتقالي وآخر بخلفية الولاء لقوات النخبة ذاتها وعلى الطرف الآخر كتب آخرون رافضين لقرار المليونية بمنطلقات مختلفة أيضا، الرفض لدعوات الانتقالي أساسا وآخر من منطلق الحرص على تجنيب حضرموت التجاذبات الإقليمية وتشتيت البيت الحضرمي وآخرون رفضوا توقيت الفعالية وعدم الإحساس بمعاناة الناس وآلآمهم.
حضرموت التي تشهد تجاذبات بين القوى المحلية والدولية، تشهد انقسامات داخلية متزايدة وغياب لغة الحوار والمصالحة الحضرمية للملمة الشتات الحضرمي.
رصدت صحيفة حضرموت حُرّة عدد من المغردين البارزين في سياق حديثهم عن فعالية المكلا عصر أمس السبت الموافق 3فبراير.
كتب الناشط السياسي عبدالكريم السعدي رئيس الحراك المدني على منصة X قائلا :
في زمن تدفق الأموال المشبوهة وشراء الذمم واستغلال حالة الجوع والفقر والفاقة للناس لم تعد دعوات الحشد والخروج المدفوعة الثمن معيار لقياس حالة الدعم أو الرفض لأي مشروع.
في حين كتب المغرد السعودي عبدالله آل هتيلة مساعد رئيس تحرير صحيفة عكاظ على حسابه في منصة إكس قائلا:
من يعتقدون أن نشر الفوضى في حضرموت يحقق لهم مكاسب واهمون.
بينما كتب الناشط السياسي وعضو الجمعية الوطنية بالمجلس الإنتقالي الدكتور عمر سالم باجردانة من على منصة إكس ما نصه:
دائما ما كان يردد أخوتنا الحضارمة المعارضين للإنتقالي بأن حضرموت تعد انموذجا فيما يتعلق بالقوة العسكرية التي تم تشكيلها من قبل التحالف من حيث أنها قوة منسجمة تخضع لقيادة واحدة وليست عبارة عن تشكيلات مختلفة ومتصارعة فيما بينها مثلما هو الحال في عدن والمحافظات الجنوبية الآخرى، كما يحاول البعض تصويره ، وبالرغم أن التجربة ظلت ماثلة أمام الحضارم لسنوات إلا أن هؤلاء الذين يتهمون المجلس الإنتقالي من أنه فشل في إدارة الوضع الأمني بسبب تعدد التشكيلات نراهم اليوم لا يمانعون أن تدخل حضرموت دائرة الاستقطاب العسكري وتعدد القوات ونقل ماهو موجود من نموذج في المحافظات الأخرى حد وصفهم إلى حضرموت طالما وأن هذا الوضع يخدم مصالحهم .
اليوم بات واضحاً من هو الذي يحاول جر حضرموت إلى مربع احتدام التشكيلات العسكرية وبين من يحاول أن يضع هذه التشكيلات في المكان الذي من المفترض أن تكون فيه من أجل الحفاظ على أمن واستقرار وانسجام حضرموت ساحلا” وواديا.
العميد خالد النسي كان له موقف آخر بين الرفض للفعالية نظرا لغياب النتائج الممكنة من الفعاليات الجماهيرية في الظرف الحالي، والتأكيد على دور النخبة الحضرمية والحفاظ عليها، جاء في نص تغريدته:
تستحق قوات النخبة الحضرمية وقوف شعب الجنوب إلى جانبها بأعتبارها نموذج مشرف يجب المحافظة عليه ، قوات النخبة الحضرمية تعمل وسط فوضى عارمة وبإمكانيات محدودة ومع هذا نجحت في تحرير المكلا من الجماعات الإرهابية اليمنية وفرضت الأمن والأستقرار في مناطق الساحل ، قوات النخبة الحضرمية تتعرض اليوم لمؤامرة تريد القضاء عليها وإذا حصل هذا ستسقط مناطق ساحل حضرموت في الفوضى وسيصبح مصيرها مشابهاً لمناطق الوادي التي يسيطر عليها الإرهاب والفوضى ، التظاهرات الشعبية قد توصل رسالة ولكن لا تفي بالغرض وبالتالي يجب أن يتجاوز الجنوبيين التظاهرات والشعارات ويعملوا بصورة صحيحة ومنظمة للدفاع عن أرضهم وقضيتهم لأن الجنوب بشكل عام وحضرموت بشكل خاص يتعرضون لمؤامرة لن توقفها المليونيات بدليل ان الجنوبيين يخرجون في تظاهرات شعبية منذ عشرون عاماً ومازالت أرضهم تحت سيطرة الاحتلال اليمني.
النسي ذاته عبر عن استيائه ورفض للحالة المعيشية المتردية ورفض التبرير لها في تغريدته على موقع إكس قائلا :
انهيار كبير في قيمة العملة وارتفاع في الأسعار مع توقف عملية صرف المرتبات يأتي كل هذا وشراكة الفشل والفساد وحكومة اللصوص في الخارج ينهبون آلاف الدولارات ، الحكومة والسلطات المحلية في المحافظات الجنوبية اختاروا اللصوصية والفساد والشعب اختار الذلّ والخضوع وكلاً سيجني ثمن خياراته.
وللنائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء فرج سالمين البحسني رأيا آخر لم يشر إلى الفعالية وأكد على ما جاء في بيان السلطة المحلية من ضرورة تكاتف الجهود الحضرمية وعدم القبول بأصوات الفتنة وجر حضرموت إلى اقتتال داخلي أو معارك وعداوات إقليمية، وهو مايشير إلى وجود رأي مغاير لقيادة انتقالي حضرموت، وجاء في حسابه على منصة إكس:
نؤكد أننا لسنا ضد أي قوة يتم تشكيلها لحماية حضرموت والوطن عامة، ولذلك ما أريد التأكيد عليه هو أن تشكيل قوة درع الوطن مرحب به من قبل القادة السياسيين والسلطة المحليه بحضرموت ونعتبرها إضافة نوعية إلى أمن حضرموت ، وهذا مطلب لنا منذ سنوات لكن يجب أن تحل هذه القوة بدل القوات التي من خارج حضرموت المتواجدة في وادي حضرموت فهذا هو مكانها المناسب، فلقد جاء إنشائها وتشكيلها في الوقت المناسب جداً، الوقت الذي يتزايد فيه سلوك الغطرسة والإستعلاء لدى الحوثة الإنقلابيون فيمكن الإستفادة من الألوية المتواجدة في وادي حضرموت والتي منتسبوها من خارج حضرموت والدفع بها في الجبهات القتالية بالشمال لمواجهة الحوثييين في مأرب وكل جبهات الشمال ، ويحل مكانها قوات درع الوطن التي هي من أبناء حضرموت .
الشيء المهم الآخر الذي أحب التأكيد عليه أن المملكة العربية السعودية تمثل قيادة التحالف العربي ولاشك إن العمل معها ومع دولة الإمارات العربية المتحدة يحظى بإحترام بالغ ولا يمكن المساس بهذه العلاقة التي عمّدت بدماء الشهداء من الثلاثة الأطراف السعودية و الإمارات و اليمن، لذلك يجب أن تنتهي أي زوبعة تثير الفتن داخل حضرموت وعدم إثارة النعرات فلا يمكن للحضارم أن يقتتلوا فيما بينهم البين ولن نسمح بذلك، فلتخرس كل الأصوات التي تأمل في فتنة واسعة لتضعف حضرموت.
رأي النائب البحسني تأكيدا لما نشره اعلام السلطة المحلية على لسان محافظ محافظة حضرموت الأستاذ مبخوت بن ماضي الذي تحدث أن قوات النخبة الحضرمية ودرع الوطن جزءا من قواتنا المسلحة وصمام أمن حضرموت.
فهل ستشهد حضرموت متغيرات سياسية قادمة تقلص النفوذ الإماراتي في ساحل حضرموت؟ أو على العكس من ذلك؟
وماذا بعد المليونية؟؟!