رسالة وبلاغ للرئيس ..
حضرموت حُرّة/ متابعات
بعث أحد المواطنين رسالة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي يشكو المعاناة جاء في نصها:
فخامة الرئيس:
هذه رسالة باسم كل مواطن في هذا الوطن المجروح ، ممن يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق .. مواطن لا يحمل أي صفة وظيفية يعرِّف بها نفسه سوى أنه عبد لله وابن لهذا الوطن الذي حملتم أمانة حكمه، وإني والله لكم ناصح أمين، حملني على هذه النصيحة ثقتي بالله أولا، وأملي أنكم تحبون الناصحين ثانيا، ولما بدأت عليه بعض مظاهر الفساد والمحسوبية والتي فاحت روائحها التي تزكم الانوف، وأبطالها من دائرة ذوي القربى بقيادة ابنكم المهندس عبدالحافظ رشاد العليمي و يقف معه في خط الفساد أبناء محافظتك (تعز) المتنفذ رشاد ونبيل أبناء هائل سعيد يسندهم في ذلك عرّاب الفساد ومهندس الصفقات الدكتور معين عبدالملك رئيس الوزراء، والذي تقف معه فخامة الرئيس سندا منيعا لبقائه في منصبه، وعدم اقالته رغم المطالبات الشعبية والسياسية المحلية والإقليمية والدولية بعد فشله في مهامه وتدهور الإقتصاد وانتشار المحسوبية والفساد في عهده.
فخامة الرئيس:
لقد توليتم إدارة هذه البلد، وهو يعيش تحت رزء الكارثة وخط الفقر وكنتم الأمل الوحيد في الإصلاح لكن سنة الله عز وجل يا فخامة الرئيس غالبة، فمالم تغيروا أهل الفساد وتبعدوهم عن مواطن اتخاذ القرار وتمنعوهم من التسلط على رقاب الناس؛ فإن جميع الخطط والبرامج التي تضعون، حظها هو التعثر والفشل، وإن أول تغيير يا فخامة الرئيس هو تغيير عقلية من تحكم بهم وهي دائرة مكتبك وابعاد المقربين منكم وأولهم أبنائك وأقربائك -من الدرجة الأولى- من ممارسة أي مهام رسمية معلنة أو غير معلنة فهذا الوباء أهلك من سبقك في هذا المنصب والحليم من الاشارة يفهم.
فخامة الرئيس:
شخصيا لا أريد الدخول في أمور لا تعنيني، وإنما وددت أن أوجّه لفخامتكم هذه الكلمات وهي من مواطن لا يريد منك تعيينا ولا توظيفا ؛ وإنما ينصح لكم ويحب الخير لهذا الشعب الطيّب الذي صبر على ظلم ذوي القربى أكثر من صبره على آلام الحوثي ولم أشأ لهذه النصيحة أن تكون منمقة ولا مؤصلة بقدر ما أردتها كتابة من عفو الخاطر ومن نفس صافية نقيّة تدرك ما يدبر ويخطط لادخال البلاد في غيابة جب الصراع ودائرة الاحتراب وتسليم رقابه لعدو فارسي حاقد غاشم على القيم الدينية الاسلامية السمحاء وحضارة أمة عربية وسطية عريقة.
فخامة الرئيس:
الفساد هو أهم عوامل انهيار الأنظمة ، أياً كان حجمها وسطوتها ، وعلى مستوى الأنظمة الحاكمة فإن فساد ماركوس وارستيد وموبوتو ونورييجا والشاه نشاه وبرفيز مشرف وعلي عبدالله صالح ومعمر القذافي وزين العابدين بن علي وعمر حسن البشير .. إلخ، أدلة وأمثلة حية وواضحة، وقد عاصرت يا فخامة الرئيس كما عاصر أغلبنا أحداثها الدراماتيكية، فعندما يتجبر المفسدون في أي مؤسسة أو أنظمة حكم، نلحظ أنهم لا يأبهون بشعوبهم حتى بلغ بهم حد الاطمئنان بعدم حراكها للإطاحة بهم، إذ أن الدوائر المقربة من رؤوس هذه الأنظمة تهيء وتصور وتزين لها الواقع ، بل وتوهمه بأنه القائد الملهم المحبوب من قبل شعبه، في حين أن الشعب في وادٍ يئن والقائد في جزيرة معزولة عن الواقع أو ربما كان معصوب العينين من قبل هذه الدائرة الضيقة التي تضرب سياجاً حوله بحيث لا يرى ولا يسمع إلا ما يرضيه من قبل هذه الفئة النافذة!!.. فإن كان لكل فساد أساس فهؤلاء هم أس الفساد لأنهم كالسوس ينخر في عظم النظام، وهؤلاء هم أول من يتنكرون له أو يهربون بغنائمهم عند الملمات!! ونخشى ألا يكون هذا النموذج قد وصل إلى فخامتكم لأن هناك مؤشرات ظهرت، فهل من صحوة لتداركها قبل أن يقع الفأس في الرأس!!
فخامة الرئيس
الفساد يعني الحياد عن المنظومة القيمية لمبادئ الحكم الرشيد في الشفافية والنزاهة والتنمية البنيوية للشعوب والتحول المريع نحو توريثهم الفقر والغلاء واحتكار السلطة، .
وإفساد الحياة السياسية، ثم يبدأ فصل جديد من مسرحية الحكم العبثية ، ومن يمارس هذا الفساد للاسف يدّعي النزاهة والفضيلة والطهارة دون أن يدرك أن الشعب وهو الوحيد الذي يدرك حقيقتهم، وأن جميعهم فاسدٌون حتى النخاع، فالمشكلة أن كل من أتى الحكم معروف أصله وفصله وحاله ، وفجأةً تتغير الحالة المظهرية من الفقر المدقع إلى الثراء الفاحش، من هنا تبدأ الحاسة السادسة لرجل الشارع والمواطن العادي في العمل والاستشعار.
يا فخامة الرئيس :
إن أخطر ما يمكن أن يقع فيه الحاكم هو ألّا يُحسن اختيار فريقه الأساسي، وألّا يتعامل مع أعضائه بناءً على مدى التزامهم بالإنجاز بل على أساس عبارات المديح والولاء الفارغة أو المناطقية أو المصلحة الشخصية والمنفعة الأنانية .
يافخامة الرئيس .. لعلك تدرك وأنت السياسي والاكاديمي المختص في علم الإجتماع ورجل الأمن والمخابرات أنه قد سقط حكّام كبار بسبب هذه الخطيئة بدءاً من يوليوس قيصر إلى هولاكو ثم إلى حكّام الدولة العبّاسية، وكان ذلك من أسباب سقوط الخلافة الإسلامية في الأندلس، وفشل الدولة العثمانية في مطلع القرن الماضي، وسقوط أسرة رومانوف في روسيا، وسقوط حكم هتلر والنازية، وفشل أنظمة سوريا وعبدالناصر وصدّام حسين والقذّافي وعلي عبدالله صالح وزين العابدين بن علي، والنهاية المأساوية لحكم الرئيس حسني مبارك .وقد قال سقراط لتلامذته: “السياسة هي علم الرئاسة”، وإنّ من لا يعرف كيف يرأس لا يعرف كيف يسوس.
وان أخطر ما يمكن أن يقع فيه الحاكم هو ألّا يُحسن اختيار فريقه الأساسي، وألّا يتعامل مع أعضائه بناءً على مدى التزامهم بالإنجاز بل على أساس عبارات المديح والولاءات الفارغة والمناطقية والمنفعة والمصالح الشخصية الانانية.
فخامة الرئيس:
إن سوء اختيار فريق عملكم وثقتكم العمياء في رئيس الحكومة معين عبدالملك وفسح المجال أمام المتنفذين رشاد ونبيل هائل سعيد أنعم بالسيطرة على القطاعات النفطية في شبوة وحضرموت دون وازع من ضمير او رادع من فخامتكم وتصدر ابنكم المهندس عبدالحافظ عناوين الأخبار بأنه من يمثل الغطاء لهذه الاعمال المنافية لقيم العدالة والشفافية وتمثل الاستقواء بفخامتكم ، فهذه الممارسات تعد محاولة انتحار سياسية صريحة لفخامتكم ، وكما وصفها ابن خلدون : فهؤلاء يضعون الغشاوة على أعين الحاكم ، وبالتالي لا يعرف للعدل طريق ، ويعد هذا الأمر بمثابة الشرارة الأولى التي سوف تساعد على سقوطكم، وكما قال جلال الدين الرومي : أن الأمم تموت عندما لا تمتلك القدرة على التمييز بين الحق والباطل.
ختاما فخامة الرئيس:
إن الإقصاء ورعاية الفساد والمحسوبية ، من العوامل المهمة التي تؤدي إلى سقوط الحكام والدول ، وأطلق المؤرخون على هذه العوامل اسم ” ثلاثية الاستبدال ” ، والتي تؤدي إلى تراكم مشاعر السخط ، وعدم القدرة على السيطرة، على الأركان الأساسية في الدولة ، الأمر الذي يهدد بسقوط الحاكم أولا والدولة ثانيا، فتردي الأوضاع الإقتصادية، وارتفاع خط الفقر، والذي يتصاعد يوما عن يوم من الأسباب الرئيسية التي تساعد في انتهاكات كيانات الدولة ، وبالتالي تزيد من خطر سقوط الحاكم والدولة وانهيارها ،وتصبح معها الأنظمة في مهبّ الرياح إذا ما توافرت وأجتمعت في بلد مرتبك فوضويّ.
لذلك كلّه يافخامة الرئيس عليك تدارك الأمر وفي أسرع وقت، واستخدام صلاحياتك الدستورية والقانونية ، ونفوذك في مجلس القيادة الرئاسي ، ومع دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة في سرعة اقالة رئيس مجلس الوزراء معين عبدالملك وحكومته وتعيين حكومة جديدة ، لوقف حالة الانهيار الاقتصادي المريع، لأنه حينما تصبح لقمة العيش وسوء الخدمات واستحالة الحياة اليومية للناس سيدة الموقف فذلك يعتبر وقود اضطرابات اجتماعية مدمّرة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية متى اندلعت شرارتها فلن يتم اخماد نيرانها وخاصة في هذا الوضع المضطرب في البلد خاصة والاقليم والعالم أجمع.
اللهم إني بلغت فأشهد . .