رأي

حتى لا نصرخ .. حسرة على حضرموت

حضرموت حُرّة/ بقلم:  م. لطفي بن سعدون الصيعري.


في الوقت الذي ترزح فيه حضرموت في مستنقع المجاعة وغلاء الأسعار وتصاعد أسعار المشتقات النفطية وانخفاض العملة  وانقطاع وتدهور قيمة المرتبات، وانقطاعات الكهرباء والمياة، ونقص الخدمات بشكل عام، وانتشار الفساد المهول على مستوى قيادات الدولة العليا والمحلية، نرى النائب البحسني يترك عمله في الرئاسة كممثل لحضرموت،  و يسارع الخطى فقط لعقد اللقاءات والاجتماعات والقاء الخطب الرنانة في حضرموت، لإيجاد و توسيع قاعدته الشعبية فقط، دون أن يبذل أي عناء لكيفية معالجة هذه الأزمات، وتشكيل خارطة طريق لمعالجتها، وإنما تتركز كل الخطابات بصورة عمومية وتتكرر فيها مصطلحات،  أزمات حضرموت، والفساد، ووحدة الحضارمة، والالتفاف حول الإنتقالي، والأخطار المحدقة بحضرموت، والإشادة بالنخبة، وغيرها من المصطلحات العمومية التي حفظناها عن ظهر قلب، دون أن نرى أجندة وتوجه واضح منه، لإزالة هذه الأزمات أو على الأقل البدء في تنفيذ بعض الخطوات العملية لحلحلتها .
وحقيقة الأمر فمن خلال تجربتنا الماضية مع البحسني ، عندما كان محافظا فإننا لم نلاحظ منه أي تحرك جدي، لمعالجة مشكلات حضرموت في الكهرباء والمياه والطرقات  والصحة ودعم الأسر الفقيرة ومحاربة الفساد وتنمية حضرموت، والتواصل مع النخب الحضرمية كما يقوم بذلك حاليا، بل على العكس لاحظنا قمعا شديدا لمعارضية . بالرغم أن ظروف حضرموت كانت حينها في أحسن أحوالها حيث استلمت أكثر من ٦٠٠ مليون دولار من حصة النفط، سلم منها للوادي ٦٠ مليون دولار، والباقي لم نر منها من أثر أو تم تسوية حساباتها، كما كان يستلم كل الإيرادات ١٠٠% وفوارق الديزل المدعوم ومنحة المشتقات النفطية لتشغيل الكهرباء، كل هذه الميزانيات المهولة لم نر لها أثرا في تحسين خدمات الكهرباء أو تنمية حضرموت ولم نر لها أي تسوية حسابات شفافة، كما بلغ الاحتقان الشعبي ضد سياساته الفاشلة حد الإصطدامات المتكررة، وسقوط قتلى وجرحى فيها،  واعنقالات بالمئات كماحصل لقيادات هبة العيون، وملاحقة وتشريد الاعلاميين، وكان مؤشر ذلك واضحا عندما خرج المواطنون بالالاف في المكلا احتفالا بازاحته كمحافظ وكقائد منطقة.
تنفس الحضارمة الصعداء لفترة من الوقت في ظل قيادة المحافظ الجديد بن ماضي، وماقام به من الإصلاحات وتدوير القيادات الوظيفية، وتحسين الخدمات وخاصة الكهرباء والطرقات رغم شحة الموارد ، بتوقف حصة النفط، وتسليم فقط ٢٠% من الإيرادات ، ولم يتبق فقط من موازنة المحافظة إلا فوارق الديزل المدعوم، كما شهدنا الانفتاح على النخب والمكونات وتصفير الأحتقان الشعبي، و كذا اظهار الوجه المشرق لحضرموت ، من خلال مهرجانات الثقافة والتاريخ في الشحر والرياضة بسيؤن والسياحة في بلدة المكلا .كل هذه الإنجازات جرت في فترة قصيرة وفي غياب أي نشاط للبحسني في المحافظة إلا فيما ندر . أما الآن فله قرابة الثلاثة أسابيع وهو في لقاءات دائمة مع النخب المدنية والعسكرية، وليس له من هدف إلا وضع العراقيل أمام المحافظ بن ماضي، وتبهيت دوره وإضعاف سلطته على المحافظة وقياداتها ، بل والتسبب بإبعاده عن حضرموت لمدة طويلة، حرصا من المحافظ على درء الفتنة وتجنب أي صدامات بين أبناء حضرموت.
وازاء كل هذه التحركات والتدخلات غير الدستورية التي يمارسها بكل إصرار النأئب البحسني، والتي أدت ، لغياب المحافظ عن أداء مهامه القيادية في حضرموت، وتوقف عجلة تحسبن الخدمات والتنمية والإستثمار فيها ، وخلق وتعميق الانقسامات ، كمقدمة للفتنة و للصراعات والإحتراب الداخلي ، فإن على النخب والمكونات الحضرمية رفض هذه التدخلات الغير دستورية في صلاحيات المحافظ، وعلى رئيس وأعضاء مجلس القيادة وقيادات التحالف والرباعية ، القيام بدورهم في الوقف السريع لتحركات النائب البحسني الغير دستورية،  قبل أن تستفحل الأمور في حضرموت وندخل في دهاليز الفتنة والإحترابات وتخريب حضرموت وادخالها في معترك الصراع كما هو الحال في بلادنا ، وتفقد بذلك الإستقرار والأمان والتنمية القليلة ، التي تنعم بها  وأيضا تذهب ثرواتها وعائداتها النفطية ادراج الرياح، و التي هي إكسير الحياة لبقايا الدولة الشرعية.
فهل من عقلاء يستمعون ويستجيبون؟؟؟ قبل أن يسقط الفأس على الراس ، ونصرخ بأعلى صوتنا … ياحسرتاه على حضرموت!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى