رأي

جرس التداول التجاري في شبام .. يُقْرَعُ من جديد

حضرموت حُرّة/ بقلم: أحمد باصهي

يا سرّ ساعة حاجتي مقضية
اليوم قد خذناش يالمري الحلوب

بيت من الشعر النبطي معناه إن ّساعة بلوغ القصد لحظة فارقة في النفس البشرية تنضح سرورا يظهر على المحيا فلا تخطئه العين وذلك القصد وتلك الحاجة في نظر قائل هذا البيت هو تولي مقاليد الأمور في مدينة شبام التي وصفها بالمري الحلوب المنيحة المدرار لبنها كناية عن استدامة الخير والمال الوارد من الرسوم المفروضة على التجارة القارّة منها والمارّة بمعنى التى ترد الى سوق شبام وتقرُّ فيه لغرض البيع والتصريف أو التي تَمُرُ في طريقها الى حضرموت الغربية مرورا بشبام وماكان لقائل البيت أن يقله وهو من هو في زمانه الوزير الأول في السلطنة القعيطيه السيد حسين بن حامد المحضار
لو لم تكن لمدينة شبام وسوقها وايرادات تجارتها في عصر ازدهارها التجاري من أهمية وحساب في موازنة الدولة القعيطيه ناهيك عن القيمة المضافةًالمعنوبة والقوة الناعمة التي تضيفها مدينة شبام لمن وَلِيَ حكمها يومئذ .
أكتب هذا السطور بمشاعر مختلطة من الفخر والإعتزاز بمدينتي ومسقط رأسي وعشقي الأول والحسرة والأسف لبعد المسافة عن بيحم الزرافة مما يحول دون حضور هذه الندوة الجديدة في بابها آتية الى المدينة من بابها وباب التجارة لائق بشبام المكان والسكان . وهي لفتة واعية وانعطافة مستدرِكة لما أهمله التاريخ من النشاط الإنساني واليوميات الصاخبة المليئة بالحركة للمجاميع البشرية التي قطنت تلك الديار وتجاوزتها الأخبار الى صور الملاحم والمعارك وقصص التراجم والمسالك .
لذلك فإنّ هذه الندوة تستحق الإشادة بها وبالقائمين على مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق كونه الجهة المنظمة كلا بإسمه وصفته من باحثين وأساتذة أجلّاء في فريق عمل المركز الرائد لإعادة الإعتبار لحضرموت مكانا ومكانة أرضا وإنسانا حيث لا يستسيغ العقل أن يتم تجاهل ما يعتمل في أعماق المجتمع الحضرمي من تفاعلات ومايعتلج بداخله من أفكار وإتجاهات من خلال مظاهر الحركة الاجتماعية العفوية والفلكلور الشعبي المعبر والتعاملات التجارية والمالية التي تعكس أنماط السلوك الإجتماعي والاقتصادي ومدى حصانة المجتمع ومناعته وتماسك منظومته الأخلاقية .
والشكر موصول ومستحق للجنة التحضيرية في منتدى شبام الثقافي كونها الجهة المستضيفة والتي تنتظم فيها ثلة من مثقفي مدينة شبام وضواحيها الحريصين على علو كعبها ورفعة مكانتها ونيل حظها من الإهتمام المحلي والعالمي عسى أن تحظى هذه المدينة الشاهدة على دوران التاريخ وتقلب الزمان وهي تعانق السحب وتملأ صفحات الكتب ولسان حالها يتمثل قول أبي الطيب
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جرّاها ويختصموا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى