تذكير ( بناة العقول والألباب ) ببعض حقائق ( الإضراب ) ..
حضرموت حُرّة/ بقلم: أحمد عمر باحمادي
من خلال الإضراب المفتوح والاستمرار فيه والمُضيّ قدماً الذي أثبت خلاله جميع التربويين والتربويات علوّاً في الهمّة وشدة في العزيمة نخرج ببعض الحقائق .. نذكر منها :
● أن السعي إلى المطالبة بالحقوق تحتاج إلى قوة في الطرح وشكيمة في العرض وأن المطالب والحقوق لا تُستجدى بل تنتزع انتزاعاً ..
● أن في وزارات الدولة ومنطعفاتها ودهاليزها عصابات من المسترزقين والمنتفعين والمتمصلحين لا يروق لهم أن يعطوا الآخرين حقوقهم ولا يرضَون عمّن يطالب بها.
● أن قوانين العمّال والموظفين وحقوقهم القانونية غائبة عن التفعيل والتطبيق .. بل ربما تكون في بلادنا حبراً على ورق .. فالقوة والسطوة للمسؤولين وأرباب العمل ولا صوت يعلو فوق صوتهم الظالم ..
● أن التشدق بالاهتمام بالموظفين والمتعاقدين والاعتراف بحقوقهم كذبة يُقصد بها تخدير الهمم وكتم كل صوت مطالِب ..
● أنّ العدل في الحقوق شيء لا يُرى في الواقع .. وأمر لا يدركه الحس .. فحقوق المسؤول وامتيازاته وحوافزه ومستحقاته وزياداته وبدلاته وعلاواته ليست كحقوق الموظف البسيط .. فالدولة في هذا عمياء أو عوراء ..
● أنّ من رامَ شيئاً أخذه رغماً عن العالم .. ومن أراد استطاع رغم صعوبة الواقع وتعقيد الظروف .. وأن الثبات والصمود التوحّد والتكاتف والتآزر والتعاضد بين الجميع أدعى للقوة وأجدر في الانتصار للحقوق والمقاتلة في سبيل نيلها ..
● أنّ كل مطلب مهما بدا مستحيلاً .. وأن كل حق مهما ظهر بعيد المنال فإنه ممكن التحقيق في بلد يزخر بالخير ووأرض مملوءة برزق الله عز وجل للناس جميعاً .. لولا لصوص الأوطان وناهبيها.
● أن ما حصل من جانب المعلمين والتربويين من خطوات تصعيدية هو بمثابة مقدمة لما سيحدث بعد ذلك .. فهم قد أخذوا زمام الريادة وسيتبعهم الآخرون عاجلاً أو آجلاً .. وهكذا هم مشاعل الأمل وصنّاع التغيير دوماً ..
● أنّ المعلم الخنوع الذي أنهكته السنون .. وأكلت من جسمه ونفسيته وأعصابه مصاعب الزمن .. وطحنه الدهر بكلكله .. وظنّ الناسُ أن لن تقوم له قائمة .. ها هو يأتي بالمدهشات والأعاجيب ويتقدّم الصفوف ويرهب ظالميه .. فعزيمته لم تمتْ .. إننا نراه اليوم يقف شامخاً بعزيمة وثبات ..
● أن القيادات النزيهة والخيّرة المستمسكة بمبادئها .. العاضة على قيمها لا تزال تعيش بيننا .. يأبون السقوط عند المغريات أو الانصياع لسوط التهديدات .. يقودون الصفوف بكل أمانة واقتدار .. لهم منّا خالص التحية والتقدير ..
● أن من أخواتنا المعلمات والتربويات من أظهرن شجاعة نادرة ووقفن في وجه الظلم رغم الكيد والتهديد والوعيد .. هنّ اليوم عنوان العزة والكرامة وصانعات جيل من الأُباة .. كنّ فيما مضى قليل .. لكنهنّ اليوم يعشن بيننا بالآلاف .. فبارك الله في نصف المجتمع ومربيات النصف الآخر ..
● أنّ مزابل التاريخ وبراميل قمامته مُشرعة بانتظار أن يرميَ الدهر بأوضار من حارب أصحاب الحقوق .. ووقف ضد أهله وقومه من أجل لعاعة من الدنيا .. وإن الناس لو رحموا .. فصفحات التاريخ لن ترحم ..
● المبادئ لا تُشترى والقيم لا تُباع في سوق النخاسة .. والأخيار وحدّهم من يبلغون طريق الفوز والغلَبة .. ذلك أن مشاعل العقيدة تنير دروبهم .. ومهما أصابهم من مشقة وابتلاء لهجت قلوبهم قبل ألسنتهم بالرضى عن الله والتسليم لقضائه.