( المجتمع ) .. ومساندة ( حقوق المعلمين ) .. إن لم يكن ( الآن ) فمتى ..؟!!
حضرموت حُرّة/ بقلم: أحمد عمر باحمادي
على الرغم من انتشار وشيوع ما بدأته النقابات العمّالية التربوية والتعليمية من إضراب جزئي .. ووصول الأمر وبلوغه أن يكون قضية رأي عام .. فإن من الملاحظ أن ثمة برود ولا مبالاة من جانب المجتمع في التعاطي مع حقوق المعلمين ومطالبهم ..!!
الناظر للمجتمع يجده ـ للأسف ـ لا يعطي للمعلم حقه من النصرة والمؤازرة .. بل ونراه حتى لا يهتم إذا ما استجابت الحكومة أو ماطلت في الاستجابة لمطالبه .. لا نلمس للمجتمع ردة فعل أو تأييد .. وهذا يدل على خلل في العلاقة بين الإثنين : المجتمع والمعلم ..!!
والأدهى مما سبق أن تجد ( البعض ) يعادي المعلمين ويقلل من جهودهم بقوله : ” والمدرسين أيش يلقّون ( ؟!! ) ” ويعنون بقولهم ذاك : “ماذا يعملون أصلاً وما هو عملهم في الأساس” إشارة إلى سهولة عمل المعلم وبساطته وعدم استحقاقه للمطالبة بأية حقوق .. وبكل ما يحصل على الساحة من تفاعلات ..!!
على مدى سنوات عديدة وبسعي حثيث ومتواصل .. استطاع المتآمرون على مجتمعاتنا الإسلامية المحافِظة إحداثَ ثلمة خطيرة في بنيان مجتمعاتنا .. إذ سعوا إلى تدمير أو إضعاف الأركان والأسس المتينة لأي مجتمع ألا وهي: ( الأسرة ـ التعليم ـ القدوة ) ..!!
نال المعلم ما ناله من قلة احترام وتوقير وصل إلى حد إقلال الأدب معه من قبل بعض الطلاب والتلفظ عليه ورميه بالحجارة وإغلاق باب قاعة الدراسة في وجهه .. وغيرها من السلوكيات المشينة ..!!
وبرغم تلك المحن والابتلاءات الشديدة صبر المعلم وصابر ورابط في محراب التعليم والتربية .. وثبت بكل همة وعزيمة وإصرار حتى فشلت أمام صلابته ويقظته تلك المخططات الخبيثة .. فهل يستحق بعد ذلك أن يُجازى بالنكران والخذلان ..؟!!
اليوم ومع ذيوع الفضائيات والمواقع الإليكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي شاهد وسمع وقرأ وعرف المجتمع عامة معاناة المعلم .. واستوعب ما يمر به من مصاعب وتحديات .. الكثير منها يدمي القلب عند مطالعته ..!!
آنَ الوقتُ أن يترك المجتمع نظرته السوداوية ( الظالمة ) تجاه المعلمين .. وأن يُحرّرَ نفسه من المصيدة التي أوقعه فيها أعداء العلم والنهوض .. ويثبت للعالم أجمع أنه مع حقوق المعلمين .. وأن هناك تلاحم مجتمعي منقطع النظير مع قادة المجد وحماة الإسلام وحرّاس العقيدة.