أمين الريحاني Ameen Rihan
1] Arabian peaks anDesert [Londdon1931].
2] Around the coastsofArabia[N.Y1930].
حضرموت حُرّة/ بقلم: فرج بخيت الزبيدي
أمين الريحاني كاتب ومفكر عربي من لبنان هاجر إلى أمريكا واتخذها له موطنا ثانيا، إلا أن الشوق لم يزل يبرحه حتى قام برحلات واسعة إلى جميع أطراف الجزيرة العربية.. وكانت حصيلة رحلاته كتبا كثيرة بالعربية والإنجليزية. وأمين الريحاني أكثر المهاجرين وعيا بالقضية العربية. وليس كتبه إلا شرحاً أو دفاعا عنها. لقد كرس مثلا الجزء الأول من كتابه (ملوك العرب) لدراسة أحوال اليمن وفيه معلومات أولية عن الحركة الإدريسية، أما نحن فيهمنا هنا تأليفه باللغة الإنجليزية عن هذه المنطقه، فقد ألف كتابين سمى الثاني (حول سواحل الجزيرة العربية) طبع 1930
يتمع الريحاني بأسلوب ساخر ينتزع الابتسامات من القارئ انتزاعاً وكتابه هذا ذو قيمة تاريخية واجتماعية لمن أراد دراسة أحوال عدن قبل ثلاثين عاما منذ تأليف هذا الكتاب، فهو يصف مثلاً كيف أن الصوماليين كانوا يسيرون جماعات فى الشوارع وهم يلبسون الثياب البيضاء وكأنها ملابس شيوخ أثينا وفي أفواههم (المسواك) وهم رافعو الرؤوس وكأنهم الطواويس أما عصيهم فكانوا يسلمونها كل صباح أحد أقرب مراكز البوليس ولا يستردونها إلا في المساء.. ويقول الريحاني ألقيت مرة سؤالا على اثنين، واحد صومالي وآخر عربي قائلا ((أي منكما يحاف الآخر؟)) فأجاب الصومالي وهو يهز العصا فى يده هو يخاف مني فسكت الثاني ولم يحر جوابا (ص321).
ثم ها هو يفرد صفحات ممتعة للكلام عن الولى (هاشم بحر) فيقول إن ولي الله الصالح كان يشتغل حمالا عند أحد التجار في كريتر وكان سيده يلاحظ عليه كثرة إدمانه تعاطي القات بعد الظهيرة والنوم الكثير في الصباح، وفي أحد المرات جاءه وهو حامل كيساً من النقود وطلب منه أن يشتري له قطعة أرض (بقعة) في الشيخ عثمان ليبني له عليها مسجداً لأنه يريد أن يطهر الشيخ عثمان من إغراء الصوماليات ومن شر عساكر الإنجليز الذين أفسدوا أخلاق الشيوخ بترددهم الدائم على أماكن البغاء.. اشترى التاجر البقعة وبنى هاشم البحر المسجد عليها وبعد مدة بعث الله له الوحي بصفة (حمى) فأوصى أن يدفن جسده تحت قبة المسجد لكن هذا يتطلب رخصة من السكرتارية ذهب الوسطاء يطلبون الرخصة ولكن دون جدوى. فما كان من ولي الله الصالح إلا أن بعث بإنذار شفوي وهو على فراش الموت: (قولوا للإنجليز إنني لن أموت إن شاء الله قبل الحصول على الرخصة) (ص330).
وينتقد الريحاني نظام الحماية ويقول إن الإنجليز وحدهم الذين يستفيدون من نظام الحماية لأنهم بدفعهم تلك المشاهرة يستطيعون المحافظة على وجودهم في عدن فلولا نظام الحماية لكانو احتاجوا إلى الصرف على 20 فرقة لتحافظ عليهم من غزو الأعراب من الداخل. (ص309). ثم يقول إن الإنجليز فى عدن لم يحموا المحميات ولحج من الغزو التركي إبان الحرب العالمية الأولى بل العكس قامت علاقات ودية بين السلطات الإنجليزية وسعيد باشا فى لحج فى الوقت الذي كان فيه سلطان لحج يتفطر ألمًا على احتلال بلاده . ((بعد السلام : صدر إليكم ببعض الأكياس من الخضروات والفواكه)) فيحيب المقيم الإنجليزي فى عدن: استلمنا ونحن نشكركم على ذلك نرجو أن تتقبلوا هذه الهدية البسيطة وهي عبارة عن أكياس من الموز والسكر وعلب السجائر)). ولا يكاد عساكر الترك يستلمون السجائر حتى يهتفوا بأعلى أصواتهم (عاش الإنجليز) (ص304).
ويختم الريحاني كلامه عن سياسة الإنكليز فى عدن قائلا : قرأت مرة فى أحد التقارير الرسمية الإنجليزية ما يلى: إن فلانا وفلانا يدينان لنا بإمارتيهما لأننا نحن الذين ساعدناهما ضد مطالبين آخرين من نفس العائلة (ص355). وفى الكتاب وصف ممتع لمقابلة تمت بين المؤلف وسلطان لحج (سأل السلطان الكاتبين (ياني) رفيق المؤلف عن صحه الملك حسين (شريف مكة سابقًا). فأجابه الكابتن :إن صاحب الجلالة لا يشعر بالمرض إلا عندما يرى وجوه الإنجليز!)) فلما سمع السلطان الجواب حاول أن يغير الحديث؛ (ص344).