حضرموت حُرّة/ بقلم: عوض سالم ربيع
أحاديث حضرمية (التكمود)التكمود ليس له علاقة بالتلمود التوراتي وهو النص المركزي للديانة اليهودية الحاخامية .. قال الأزهري .. التكمود الولادة من القذى ..والسابقون الأولون من الحضارم كانوا ذوي حصافة ونباهة فقد عرفوا التكمود، أصوله وفنونه وقربه (جمع قربة بكسر القاف) والتكمود لعله من الكمّادة التي تدفئ الألم في الظهر أو اليد أو الرجل .. والتكمود من علاجات الصف الثاني بعد الكي .. ومن هنا تظهر العلاقة الجدلية بين لغة الضاد ولهجتنا الحضرمية .. ويقال أن طبيبا هنديا يدعى كفيل الدين كان قد عمل بحضرموت استخدم القرب المطاطية ذات الماء الحار عوضا عن الكي .. على أن عجائز بلدنا كنّ بديعات في محاسن القول والألفاظ فإذا لم يك ثمة خصار في السوق أو نفد الراتب بعد 4 أيام يقلن: بعمل لكم اليوم صانة هواء (كمدوا بها) وهي الصانة اللي بلا خصار وفي هذا القول جانب من الترف اللغوي وهو كناية عن اللاشي لأن الهواء ليس ملك قبضة اليدين .. وفي لغة الضاد يقال قبض الريح بتسكين الباء لاستحالة الحصول على الشيء .. كذلك إذا طال أمد صرف الراتب تقول المراسلة في مكتب الإدارة: شي تكمود ….بالإشارة إلى حصولها على قليل من الدفء جرّاء المعاناة الإنسانية في ممرات البحر الأحمر .. لهذا جعلني أنور الحوثري أحارب طواحين الهواء بسيف خشبي وبطريقة تكمودية.
